يجنح البعض حال كتابتهم للرّمزيّة المتطرّفة التي قد تصلُ للغموض، زعمًا منهم أن ذلك يعطي نصوصهم الكثير من الهَيْبَة، والمزيد من التشْويق، بينما واقع الحال يقول: إن عباراتهم أصبحت أشبهَ بالألغاز، بل هُراء لا يفهمه حتى كاتبه!
يظنون الغموض فنًّا لا يتقنهُ إلَّا هم، والحقيقة أن الغموض المبالغَ فيه ما هو إلّا بعضُ هذيانٍ لا يفهمهُ أحد. والهذيان يبرعُ فيه المجانين، والمخمورون أكثر من العقلاء.
الوضوحُ المُعجِز، والسهل الممتنع، هما الإبداع حقًّا.
ذلك أن تكتبَ أحرفًا يظنُّ قارئُها أنه يستطيعُ الإتيان بمثلها، وحين المحاولة يجدها أبعدَ عليهِ من السماء.
أما الهَرفُ بما لا يُعرف، وصفُّ الكلمات بلا معنى، فلا شكَّ أنه سلاحُ العاجزين.