لحظةُ قُربٍ انتظرناها طويلاً، لفها عجزُ لسانٍ وانكسارُ عيون،
هل من حرفِ يفضُ بكارةَ الصمت؟
تباً لكلِ عباراتِ الدُنيا إن لم تساعدني أن أصفَ لكِ ما أنتِ لي..
و تباً لي حينَ أعجزُ و أنا الذي لم أكُ يوماً عاجزاً.
ما لهذا الوقت يجري حثيثاً، و يكادُ الزمنُ ينقضي.
أما من حيلةٍ لأظلَ ما بقي من عمري أنظرُ في عينيها؟
أتعبني النظرُ إلى الساعةِ، وأتعبتني عقاربها وهي تمشي بسياطها على جلدي،
باللهِ توقفي، أو فأرجعي.. فأنا لم أبدأ بعد !
أسكوتها خجلٌ، أم الحبُ ألجمها؟
أم نظراتُ عينيها تقولُ ما لا يقولهُ غيرها؟
أين صوتها الذي كنتُ أنامُ واستيقظُ عليه؟
ماءُ وردِ كانَ يُصبُ في أذني كلَ وقتٍ، فأنتشي بهِ.
كم تمنيتُ لو كانَ هذا الصوت محسوساً فأمسكُ به، وأزرعهُ في حنايا قلبي، وأسقيه بدمي.
ضحكتها.. و آهِ منها !
لكم جعلت قلبي يقفزُ طرباً حتى أخالهُ يخرجُ من بين أضلعي،
كانت تضحكُ، وكنتُ أفرحُ، فسعادتها هي منتهى أملي.
و كانَ عبيرُ ضحكاتها يخرجُ عليّ فيقلبُ تاريخي، ويسجلُ أعظمَ انتصاراتي.
أين هذا العبيرُ ونحنُ الآن متقابلين روحاً وجسد؟
ابتسامةٌ مقرونةٌ بخجل.. أهذا كل ما استحق؟
أهو بخلٌ على حبيبِ لم يبخلْ يوماً؟
أم هو عفافُ من لم تعتدْ هذا الموقف قبلاً ؟
أم هو خجلٌ أتى في غيرِ وقتهِ ؟ .. قاتلَ اللهُ الخجل !
هل لي بلمسِ يدك؟
بل بضمها بينَ حنايا يديّ، كما ضمَ قلبي بين حناياه شوقهُ إليكِ و عشقهُ الذي فاضَ منه و به.
لعلَ سفينة مشاعري تصلُ لميناءِ قلبكِ، ولو من أطولِ الطرق !
وبعد؟
أهو الوداع؟
لكأننا لم نلبث إلا قليلاً، بل كأن لقائنا كان لمحاً من بصر.
هي لحظاتُ السعادةِ لا تلبثُ إلا قليلا،
و المصيبة أننا لا ندركُ ذلكَ إلا بعدَ فواتِ الأوان !