قيل إن أصدق بيت في الرثاء هو ما قاله حسّان بن ثابت رثاءً في سيد الخلق محمد عليه أفضل الصلاة والتسليم:
وما فقدَ الماضون مثل محمد……. ولا مثله حتى القيامة يُفقدُ
وحسّان هذا (رضي الله عنه وأرضاه) كان شاعراً مفوهاً في الجاهلية، فاستأجره كفارُ قريش ليهجو الرسول وينتشر هذا الهجاء بين قبائل العرب كانتشار شهرة حسّان ومكانته، فكمن له بربوةٍ ينتظر وصوله ليراه للمرة الأولى لعله يجد فيه عيباً أو نقيصة ليهجوه بها. ثم ما كان من حسّان إلا أن عاد لمن استأجروه قائلاً:
هذا مالكم رُدُ إليكم، لا حاجة لي به. وهذا الذي أرسلتموني لأهجوه: فاعلموا أنه رسولُ من الله، وأني أشهدُ الله وأشهدكم على إيماني به!
قالوا: ما دهاك!.. ما لهذا أرسلناك!
قال:
لما رأيت أنواره سطعت……. وضعتُ من خيفتي كفي على بصري
خوفاً على بصري من حسن صورته…… فلست أنظره إلا على قدري
روح من النور في جسم من القمر….. كحلية نُسجت من الأنجم الزهر
اللهم صلّ وسلم وبارك على نبينا وحبيبنا محمد وعلى آله وسلم تسليماً كثيراً