اقتباس للكاتبة ( جودي ديفيروس ) من مقالها المعنون ( نقاط ضعف رواية الحب )
.
ياليت قومي يعلمون !
شخصياً أُصاب بالاشمئزازِ وكثيرٍ من القرفِ عند قراءتي لبعضِ النصوصِ وبعضِ الكتب . لفتُ الأنظارِ مطلوبٌ لكن ليس بهذهِ الطريقة ، ولويُ الأعناقِ فنٌّ لكن يجب الإمساكُ بتلابيبه . والعباراتُ الخادشة ، والألفاظُ الخارجة ، والإيحاءاتُ البذيئة ليست من لفت الأنظارِ ولا لوي الأعناق ، بل هي انتهاكٌ للأخلاقِ والأعرافِ والتقاليدِ .. وقبلهم الدين .
وهو ليس من الحرفيةِ بشيء ، بل هو دليلُ عجزٍ وعنوان فشل . أصبحت بعض النصوص أشبهُ بالفتاةِ التي تعجزُ عن إقناعِ من حولها بعقلها وذكائها ؛ فتلجأُ لإبرازِ مفاتنها لتكون أثيرةً في مجتمعها ، فتكون مقدرة بغرائز الناس ، لا بعقولهم !
أكررُ ؛ مشاهد الجنسِ وتفاصيلها ، وما قبلها ومابعدها ، ووصف الأجسادِ وتضاريسها ليس فتحاً أدبياً ، ولا إعجازاً بلاغياً ، بل هو من السهولةِ بمكان أن لا يفعلهُ إلا ” المبتدئين ” ، أو ” المفلسين ” .
الإبداعُ أن تشُدَّ الانتباهَ برُقي ، بروعة الحرف ورشاقة الأسلوب ، وسمو المعنى ونبلُ الغاية . لستُ متزمتاً ، ولا رجعياً ، لكني أستخسرُ الأدب أن يُبتذلَ بهذهِ الكيفية ، وأن يُصفقَ لمن يُقدمُ ” قلةَ الأدب ” ، بلباسِ ” الأدب ” .
ولأكون منصفاً ؛ فحتى في حبيبي ” نزار ” ، الذي تعلمتُ العشقَ على يديّ أبياته ، لم ولن أستسغَ بعض قصائده ، وكثيراً من تشبيهاته ، حتى ولو كان ظاهرها تعرية المرأة ، وباطنها تعرية المجتمعات والحكومات . الخروج تحت أي مبررٍ يُصيبُني ” بتلبكٍ ذوقيٍ أدبي ” .
المسألةُ انتقاءٌ مبنيٌ على تقبل ، وأنا لا أؤمنُ بنظرية البسطاء ( خُذْ الشيءَ بخيرهِ وشره ) ، بل أخذُ ما يناسبني ، وأركلُ بعيداً ما يُعارضُ ثوابتي ، حتى لو كان من نزار !
مخرج /
.. هو ( أدب ) .. من اسمهِ نعرف معناه ،
واسمهُ يفرضُ علينا منهجه ،
هو ( أدب ) .. وليس قلة أدب !
صدقت والله