لا تأخذ الحزن على محمل الجد، واعتبرهُ ضيفاً ثقيلاً لا بد أن يرحل، وإن طال به المقام. وتماسك، فهو إن وجد فيك ضعفاً؛ نفذ إليك كله. واحذر أن تضع له حيزاً في حياتك، اعتبرهُ نوبة، صدمة، عارضٌ وسيزول. عاملهُ وكأنهُ غمامةٌ سوداء ستنقشعُ عما قريب، وسيظهرُ بعدها سناء الشمس.
لا تُعامل الحزن بواقعية، ولا تؤمن بوجوده. هو طيفٌ يمرُ بكَ وسيتجاوزك سريعاً. قاومهُ، فهو ضعيفٌ حتى تستسلم وتُسلم لهُ نفسك، عندها سيغدو أقوى منك، ثم سيبدأُ بالنفاذ إليكَ من أضعف جهاتك، سينتظرُ حين يراك مُحصناً، وسيبادرُ في أي لحظة انكسار. هو لا يتوانى، ويعرفُ الوقت المناسب للانقضاضِ عليك.
سيتسربُ إلى داخلك، وسينفذُ إلى أعماقك، سيملأُ صدرك من حيث لا تعلم، لن تشعر بهِ حتى يتملكك، حتى يُخضعك، ويأكلُ قلبك، وسعادتك، ثم ثقتك بمن حولك.
لا تدعهُ يوصلك لهذه المرحلة، وحصن نفسك قبلاً، وسلح نفسك بإيمانك بربك، وبحبك لمن هم حولك، فالحزنُ كما المرض:
الوقايةُ منهُ خيرٌ من العلاج.