وداعاً رمضان !
مضى الشهر سريعاً، خفيفاً، لطيفاً، كنسمات الصباح. وذهب ونحن لم نرتوي من خيراته، ولم نروى منه. قد هلّ علينا ونحن في ظرفٍ لم نعهدهُ قبلاً، وفي الأنفس ما فيها من خوفٍ وترقبٍ وسوداوية، ثم ما أن حلت علينا بركاته حتى أنسانا ما نحن فيه، وشملنا بأُنسهِ ودفئه وطمأنينته، حتى غسل نفوسنا مما أعتمل بها قبلاً، وأعادها نقيةً، فتية، غضة.
ذاك شهر القرآن، والإحسان، والخير بكل صنوفه وأشكاله. شهر البذل: مال، عون، إغاثة. وشهر الكف: الأذى، الإساءة، واللسان. وهو شهر التغيير، فمن لم يُغيّر نفسه للأفضل في رمضان، فلا أظنه سيفعل أبداً. وهو شهر الإنجاز، والإعجاز. وشهر العطاء والوفاء. وشهر المغفرة والرحمة.
أعاننا الله على فراقكِ يا زينة الشهور، وأعادكَ علينا ونحن وأحبابنا بصحة وعافية ورضىً من المولى سبحانه.